الصحراء لايف : بقلم عبد الجليل الكتاب
وجوه باسرة، ومدينة ذات متربة تحتضن عقولا مقفرة لا تتقن سوى الجدال وتعميق الخلافات، بل تجتمع لأجله وتفترق عليه.أموال ضخمة وموارد بشرية في خدمة عربان قمة، الكل على اضطلاع على مداولاتها وعلى دراية ببيانها ومعرفة بالوجوه المسفرة الفاقرة التي ستحل لعنة على مدينة هي في أحوج ما يكون لتلك الأموال لتأهيلها وتشغيل شبابها وجمع نفاياتها الملقاة على شوارعها البئيسة والسيطرة على حيواناتها التي تزاحم السيارات والمارة في طرقاتها، أموال الأولى بها استثمارها في البنيات التحتية وبناء مرافق صحية والحفاظ على الصحة العامة حتى لايضطر المواطن التبول على إطارات السيارات المركونة في الشوارع، وتجفيف المستنقعات وبناء دور سكنية تحفظ للمواطن كرامته.
قمة تجتمع على ضلالة وتستمر عليها، بل وتعد لعنة من اللعنات تحل ببلد كان آمنا مطمئنا، لأنه لا يأتي أي خير بعدها، وأنى لها ذلك ما دامت تضم حكاما منهم من انتهت صلاحيته ومنهم من هو فاقد للشرعية بل ويسعى لاحتضان القمة المقبلة ، وموريتانيا حفظها الله يكفيها ما فيها من مشاكل ومكر يحاك من بعض بني جلدتها وهي في غنى عن ذلك، و الأجدر لها الإنكباب على تنمية مدنها ورقيها والاستثمار في كفاءاتها الغنية بدل هدر الجهد والوقت والمال في قمة غير مجدية.
شياطين تغزو سماء نواكشوط جهارا معلنة المزيد من الذلة والمسكنة ودخولا وشيكا لدويلات جديدة نشأت من رحم الإنقسامات إلى خارطة الوطن العربي الكبير، شياطين وجدت مرتعا لها في ظل إنطفاء كواكب كانت شهبا رصدا و تقذفها من كل جانب، وفي ظل تآمر الكل ضد الكل واتفاق الجميع ضد الجميع عم الإرهاب وأنشأ له دويلة باسم الإسلام تقتل وتسفك الدماء بمباركة من الغرب واسرائيل وايران، وبدعم من أموال البترودولار التي ستجتمع في نواكشوط للتنديد به والدعوة إلى تشكيل قوة عربية بحجة محاربته.
قمة نواكشوط هي استكمال لمسلسل الخيبات الإنكسارات التي ولدت مع جامعة عربية ظاهرها عربية اللسان وباطنها أجنبية الهوى تضم دولا عربية دائمة العضوية لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا، بل منها من ضررها أكثر من نفعها، ودولا غربية قلبها وكل جوارحها على العرب وهي من تمتلك ناصية أمرالدائمة العضوية وترسم لها حدود ومجال تدخلاتها، جامعة دائمة اللجوء تقتات من أموال شعوب كالحة لا ترقب فيها إلا ولاذمة ، لا تزال تلتمس لنفسها سبيلا ينهي مآسي هذه القمم التي لا تتجاوز في حقيقة الأمر سفح تحدياتها وآمالها.
نواكشوط المدينة العربية الأصيلة الغنية بروافدها الثقافية والتراثية تصلح أن تكون أرض قمم ومؤتمرات إلا القمة العربية حيث تصير جرذانها أشرف من إستضافة وجوه قاءتها شعوبها وامتلأ صرفها الصحي بهم لذلك تأتي تصريحاتهم نشازا تحمل القذارة التي ينتمون لها.
