الصحراء لايف :
خلال موسم الامطار ومع برودة الطقس يستعمل الصحراوي مشروب " الكندرة " وهو خليط يمزج بين حبيبات من الشاي و كمية من الحليب المغلي وعديد من الأعشاب التي تجود بها أرض الصحراء " لابد للكندرة من عشوب ك ازوكني ( الزعتر ) بالعامية وكمون ارك ( الكمون الصوفي ) بالعامية وعشوب اخرى، الان توجد عند بائعي الاعشاب وبعد غسلها توضع في ابريق الشاي مع كمية قليلة من الشاي ومكان الماء يكون الحليب ويوضع على نار هادئة حتي ينسجم الخليط مع الحليب ويوضع لينضاف له قليل من السكر حسب الحاجة ويقدم للجلاس " تقول خديجة العسلي ربة بيت .
وتعد الكندرة المشروب الثاني بعد الشاي للانسان الصحراوي ويزيد الاقبال عليه مع برودة الجو " اذا كان يتميز الشاي بالبطء كتبديد الوقت مع الجلاس وتبادل الشعر والحكاية فان الكندرة تتميز بالسرعة في التحضير والتقديم حتى يكون مشروبا ساخنا " يقول احمد العبد الساخي مهتم .
وتعتبر الكندرة بطقوسها المتوارثة أبا عن جد مشروبا مميزا .
" يحضر مشروب " الكندرة " بحليب النوق الذي يعتبر غذاءًا رئيسيا للانسان الصحراوي وبقى متوارثا كما يمكن تهيئته بحليب الماعز أو البقر المبستر حاليا وهو مشروب خرج من ماهو متوفر للانسان الصحراوي من حليب واعشاب برية " يضيف احمد العبد.
اذا كان الشاي يتم تحضيره في كل وقت او كلما اتى زائر فان للكندرة أوقات مميزة وخاصة " يستحسن ان تشرب الكندرة مرتين في اليوم خلال الصباح وبعد صلاة العشاء وهي اوقات تكون شديدة البرودة ولايمكن تهيئتها زوالا حيث يفسح المجال للشاي" تقول جميلة الرويسي مهتمة.
واذا كان كذلك الشاي يتم تهيئته من طرف الرجال والنساء على حد سواء فان الكندرة مخصصة للنساء " قليل جدا ان يقوم الرجل بتهيىء الكندرة بل يتم تحضيرها من طرف نسوة المنزل نظرا لمعرفتهن بانواع الاعشاب والكمية وكذلك اختلاف طقوس شربها حيث لايكون معها مجالا للشعر او السمر " تضيف جميلة الرويسي.
الكندرة مشروب متوارث لم يضمحل مع السنين كما انه مرادفا للشاي خلال الليالي الباردة .