afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

نصف نساء المغرب يتعرضن للعنف


 
الصحراء لايف : بقلم جمال امنار

 


تحتفل الأسر المغربية بالطفل وتضع له اسما بعد مرور أسبوع على ازدياده، لكن للأسف لم تسري الأمور على هذا النحو بالنسبة لسكينة، البالغة من العمر ثلاثين سنة، وزوجها، إذ أقدم على ضربها وطردها من المنزل في ذلك اليوم الذي تحتفي فيه بمولودها الجديد، بعد انصراف المدعووين من البيت. تعيش سكينة الآن في بيت والديها بعد أن رفعت دعوى النفقة على زوجها، كونه امتنع عن دفعها.
 
كشفت دراسة قامت بها وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، أن واحدة من أصل امرأتين تتعرض للعنف في المغرب، مقارنة مع الدراسة الأولى التى أعدت سنة 2009 ونشرت في 2012، والتي دلت على أن وضعية المرأة المغربية قد ازدادت سوءً، إذ ارتفعت نسبة النساء اللاتي تعرضن للعنف في الأماكن العمومية لتصل 12.4 في المائة مقارنة مع سنة 2009، حيث كانت تبلغ 9.7 في المائة. أما بخصوص النساء اللائي بلغن عن التعنيف الذي تعرضن إليه، فلم تتعدى نسبتهن 6.6 في المائة في المغرب مقارنة مع إسبانيا حيث بلغت 25 في المائة.
صرحت أمينة إلبوني، التي تعمل لأزيد من ست سنوات في منظمة اتحاد العمل النسائي، وهي منظمة تعمل على الاستماع وتقديم المشورة للنساء اللائي يتعرضن للعنف في المغرب، قائلة: نصغي لهن ونعمل على مساعدتهن ونأخذ منهن جميع المعطيات، لكن أغلب الحالات التي تعرض علينا تقول أن الأمر سيان لديها، ويرفضن مقاضاة معنفيهن، الذين هم بطبيعة الحال أزواجهن. مشلكة هؤلاء النسوة أنهن لا يملكن شيئا. نستقبل نساء معنفات، لا يملكن عملا ولا تكوين….بعضهن يترددن في إعطائي عنوان سكنهن، كما أنه ليست لديهن أدنى فكرة عن حقوقهن.
 
تضيف أمينة ” في المغرب يصعب التخلص من التقاليد. وكما يقول المثل المغربي الراس المغطي حسن من الراس العريان، أي أن الرجل هو غطاء المرأة وهو من يسترها، لهذا يصعب عليهن التبليغ بأزواجهن. بالإضافة إلى العائلة، والدور المحوري الذي تلعبه في حياتهن، إذ يخضعن لما تمليه عليهن. بخصوص زوج سكينة، أعتقد أنه يتعرض للضغط من طرف عائلته التي ترفضها”
تعتقد فاطمة المغناوي، مديرة منظمة اتحاد العمل النسائي، أنه قد حدثت خلال العقد الماضي تطورات قانونية بخصوص العنف ضد المرأة، لكن ذلك لم يردع الرجل عن تعنيفها، وخير دليل على ذلك أن عدد الضحايا قد ارتفع. لكن، من جهة أخرى، جعلت هذه التغيرات القانونية المرأة تتحلى بالشجاعة وتخرج عن صمتها بالبوح بما تتعرض له من عنف. وعلى الأقل، هناك آباء يأتون للتصريح بأن بناتهم قد تعرضن للاغتصاب، مع العلم أن هذا كان يعد وصمة عار في السابق ويمنع التصريح به.
 
‘تغير القانون لا يعنى أن العقلية ستتغير أيضا. كما يتعين تغيير الأوضاع المعيشية في المغرب بالقضاء على الفقر و الأمية الذين يعدان نوعا من أنواع العنف’ أضافت فاطمة.

 


banner ocp
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد