afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

في وداع محمد باهيا


الصحراء لايف : بقلم عيدا لخريف


بينما يهلل البعض بشعارات التنمية المستدامة، سقط محمد باهيا رحمة الله عليه  شهيدا للقمة العيش، شهيدا لخدمة وطن لم ينصفه مسؤولوه  في الحصول علي حقه في الحياة الكرامة، والعيش الكريم، في الحصول على أبسط شروط السلامة الصحية.

فقد مات محمد و تدوينات هنا وهناك عاجزة عن وصف حجم الام وصور هناك هاربة من واقع مأزوم اختار بعضهم أن يديمه تحت يافطة  كتب عليها شعار ” التنمية المستدامة”. سقط محمد من شاحنة نقل النفايات شاحنة لا توفر أبسط شروط السلامة الصحية في بلدة حجم تناقضاتها أكبر من أن تحتويه قراءات لقادم من بعيد لا تربطه بآسا إلا صور لتوثيق جنازة مهربة ، قيل إنها لتنمية مستدامة .
مات محمد والكل شاهد على الجريمة النكراء كما مات قبله مليخاف و ابيش وغيرهم كثر ، جمعهم  شهداء رغيف خبر حافي. ولا أحد كلف نفسه أن يقف أمام آلة القتل هاته التي صنعها الفساد. نعم لقد سمعنا يوما أن الفساد يخرب الديار والأوطان بل سمعنا أنه يسرق حلم الديمقراطية لكن في مدينتي آسا بلغ الفساد عتيا فأصبح قاتلا لا يجيد قتل السياسيين، أو اغتيال المعارضين بقدر ما يقتل البسطاء ويزهق أحلامهم.

محمد واحد من هؤلاء البسطاء من أبناء بلدتي الذين أزهقت أحلامهم قبل أن تزهق أرواحهم. لقد قاوم محمد فاحتج وثار، لكن ثورات الجياع في بلدتي محرمة وأصواتهم  ومطالبهم مقموعة بل لا تسمع أصلا لأنها محفوظة في ملفات كتب عليها بالخط العريض : محسوب على الضفة الأخرى.  لقد مات محمد الذي حول الفساد مسار حياته من مشروع طالب باحث أو موظف بسيط إلى عامل نظافة بشهادة عليا عامل كغيره من العمال البسطاء المحرومين من أبسط حقوقهم في توفير شروط السلامة ، و التغطية الصحية، أو لنقل أن القدر اختار محمد بعد أن سبقه الكثيرين . علّنا نجد في التضحية عبرة لمن  لا يعتبر .

banner ocp
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد