|
|
|
الدكتور أعمر حداد ..في قراءة معمقة للقرار المغربي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد سفيرها من
أضيف في 03 ماي 2018 الساعة 47 : 00
الصحراء لايف : بقلم : د.حمدي اعمر حداد
في ظل التطورات المتسارعة التي أفرزها القرار بقطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران، على خلفية تورط عناصر حزب الله اللبناني في تدريب أفراد من قوات البوليساريو، وما إستتبع ذلك من بيانات نفي وتأكيد، ورسائل الدعم والمساندة من دول الخليج العربي للمغرب في حق الثابت في الدفاع عن مصالحه العليا ووحدة وسلامة أراضيه .
وفي سياق تطورات هذا الملف، يرى الدكتور حمدي أعمر حداد، الباحث في العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس الرباط والمتخصص في الشأن الأيراني، أن المغرب كان دائما على علاقات متوترة مع إيران منذ ثورة الخميني، حيث سبق للمغرب ان قطع علاقاته بنظام الملالي بعد زيارة الشاه للمغرب سنة 1981، وكذلك بسبب موقف الخميني من قضية الصحراء والذي كان موقفا مؤيدا لمطالب جبهة البوليساريو وهو الموقف الذي تراجعت عنه في بداية التسعينات حين سحبت اعترافها ب "الجمهورية الصحراوية"، كذلك وقف المغرب الى جانب عراق صدام حسين في حرب الثماني سنوات ضد إيران.
ويبرز أعمر حداد المراحل التاريخية التي عرفتها العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وطهران والتوتر الذي وسمها مشيرا الى أنالعلاقات بين البلدين عادت في تسعينيات القرن الماضي لكن المغرب في سنة 2009 قطع علاقاته مع إيران بعد اتهامها بنشاطات مرتبطة بالتشيع، وبعد تصريحات قيادات إيرانية بشان سيادة دولة البحرين.
وبعد اعادة ربط العلاقات مرة أخرى بين البلدي وتعيين هذه الأخيرة سفيرا لها بالمغرب سنة 2014 ولم يعين المغرب سفيرا بطهران الى غاية نهاية سنة 2016، ولم تتأثر العلاقات بين الدوليتين هذه المرة لا بالهجوم على القنصلية السعودية بمدينة مشهد على اثر اعدام المتشدد الشيعي "نمر النمر" سنة 2016، كما لم تتأثر بالأحداث في اليمن حيث شارك المغرب عسكريا في عملية اعادة الشرعية التي ينفذها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في حين تدعم ايران الحوثيين.
ويضيف أعمر حداد أن الجميع فوجئ ببلاغ وزارة الخارجية الذي أعلن سحب السفير المغربي من ايران وطرد سفيرها بالرباط، وذلك بناء على معلومات حول تدريب وتسليح عناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني لقوات جبهة البوليساريو على حرب العصابات التي تتقنها الأولى، وتزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات، وذلك من خلال ضابط ارتباط بالسفارة الأيرانية بالجزائر العاصمة.
هذا التطور لم يتم ربطه بنشر المذهب الشيعي، ولا بمواقف الحلفاء السنة بالخليج العربي، ولا بأي قضية بما فيها استهداف الحوثيين للمدن السعودية بصواريخ ايرانية، بل تم ربط الاجراء بالتهديد المرتبط بقضية الصحراء.
ويؤكد أعمر حداد أن البلاغ حرص على التأكيد على أن هذا القرار جاء بناء على معطيات موثقة حول تهديد حقيقي للأمن القومي المغربي، وعلى ان القرارا مغربي خالص ولا يخضع لأي تأثير خارجي مرتبط باحداث او قضايا اقليمية أو دولية، وهو نفي جاء مستبقا لأي تبرير من طرف حزب الله اللبناني او ايران ذاتا، وهو ما حدث فعلا من خلال تعقيب حزب الله على القرار المغربي، كما جاء هذا التبرير لنفي أي علاقة مع ما يعرفه الاتفاق بخصوص البرنامج النووي الايراني من ضغوطات امريكية واسرائيلية خاصة مع الخرجة الاعلامية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم أمس، واقتراب تاريخ 12 ماي الذي حدده الرئيس الامريكي دونالد ترامب لاتخاذ موقف بشان هذا الملف.
أما فيما يتعلق بمسألة التشيع من وجهة نظر أعمر حداد والتي تطرح بحدة في أماكن تواجد الثنائي ايران - حزب الله، فهي تثير الكثير من التساؤلات حول موقف الجزائر من هذا الأمر لأنها معروفة بمواقفها الصارمة من وحدة المذهب السني المالكي (أحداث غرداية نموذجا).
ويضع أي تواجد لأيران وحزب الله على سواحل الأطلسي والضفة الجنوبية للمتوسط علامات استفهام كثيرة حول أمن المتوسط والأمن عموما بمنطقتي الساحل والصحراء، وهو ما يثير ضرورة ايجاد حل سريع لقضية الصحراء، التي كلما طالت كل ما جلبت فاعلين جدد للمنطقة كما هو الحال بالنسبة لمسألة التصويت الروسي والصيني الأخير بمجلس الأمن.
|
|
|
|
|
|