الصحراء لايف : متابعة
أكد مسؤولون ووكلاء اقتصاديون وممثلون عن قطاع الاعمال في إقليم الباسك يوم الثلاثاء الماضي في بلباو اهتمامهم بتنمية التعاون والاستثمار في المغرب داخل قطاعات مستقبلية مثل السيارات والطاقة المتجددة.
وأكدت شركات من الباسك (شمال إسبانيا) يوم الثلاثاء في بلباو، اهتمامها بتطوير التعاون والاستثمار في المغرب في قطاعات مستقبلية مثل السيارات والطاقة البديلة، وأبرز المشاركون في اجتماع خاص بالمملكة المغربية نظم تحت عنوان "المغرب، وجهة ذات أولوية لصادرات الباسك إلى أفريقيا"، كجزء من المنتدى الدولي لتدشين الأعمال في الباسك عام 2018، وتقدم المملكة في هذه القطاعات الاستراتيجية والتي تتمتع فيها شركات الباسك بقدر كبير من الخبرة.
وفي هذا الصدد، قال نائب وزير الصناعة الباسك، المسؤول عن التنمية الاقتصادية والبنية التحتية، "خافيير زارونانديا"، أن الباسك تولي اهتماما خاصا للمغرب، الوجهة الرائدة لصادرات الباسك والاستثمارات في أفريقيا، مشيرا إلى أهمية المغرب في تدويل شركات الباسك، مضيفا أن 36 شركة من هذه الشركات استقرت في المملكة وتعمل في قطاعي الطاقة والصناعة.
وترغب شركات الباسك تعزيز وجودها في المغرب خاصة في قطاعين واعدين: الطاقات المتجددة وصناعة السيارات، التي تتمتع فيها هذه الشركات بخبرة كبيرة وقوية، بحيث تركز على الإمكانات الهائلة لهذه القطاعات في المغرب بالاضافة لنوعية البنية التحتية اللوجستية والصناعية التي تحتويها المملكة، وخاصة ميناء طنجة المتوسط ومناطقه الحرة المتمركزة بشكل مثالي بين أوروبا وأفريقيا وعلى الطريق البحري في مضيق جبل طارق.
من جانبه، أشار "راكيل بينان"، مدير التدويل في مجموعة صناعة السيارات في إقليم الباسك، إلى اهتمام الشركات في هذه المنطقة الناشطة في هذا القطاع بالفرص التي يتيحها المغرب، والتي جذبت كبرى شركات صناعة السيارات الدولية وخلق نظام بيئي كامل مع العديد من الموردين من مختلف الرتب، كما سلطت الضوء على الدراية الفنية التي طورتها شركات الباسك الناشطة في هذا المجال والتي تعتبر المغرب واحدة من أكثر الدول الواعدة لتنمية أعمالها على الصعيد الدولي.
وفي ذات السياق، شددت "بيغونيا مولينيت"، رئيسة مجموعة الطاقة في الباسك، على أهمية التزام المغرب بتنمية الطاقات المتجددة، وتنفيذ مشاريع محطات طاقية أكثر طموح في المنطقة، وخاصة مجمع الطاقة الشمسية نور ورززات. وأكدت أيضا استعداد المجموعة لدعم شركات الباسك للمساهمة في تحقيق هذه المشاريع، ولا سيما من خلال البعثات الاقتصادية التي أجريت في المغرب، وآخرها التي نظمت في أبريل الماضي، والتي سمحت لوفد الباسك للاستفسار في مجال المشاريع الكبرى في المغرب في هذا المجال.
من جانبها رحبت القنصلة العامة للمملكة المغربية في بلباو السيدة "فتيحة الكموري" في خطاب ألقاه القنصل "خالد أوغريران" بالنيابة بدعم حكومة الباسك للتعاون مع المغرب، مشيرة إلى أن العلاقات بين المغرب وبلاد الباسك هي جزء من الديناميكية الإيجابية العامة لعلاقات التعاون الاستثنائية مع إسبانيا، مؤكدة أن المغرب قد حقق تقدما كبيرا، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، خاصة في قطاعات السيارات والطاقة المتجددة والتصنيع الغذائي، ليصبح سوقا ناشئة ووجهة ذات أولوية لشركات الباسك في افريقيا.
وأسهبت السيدة فتيحة الكموري بالقول أن خطة التعجيل الصناعي (2014-2020) قد ساعدت على تعزيز القطاعات الاستراتيجية للمغرب، والتي تعتبر أيضا ذات أهمية كبيرة لصناعة الباسك، من بين أمور أخرى كصناعة السيارات، التي أصبح المغرب مركزا لها وقطاع الطاقات المتجددة، التي تكتسب أهمية متزايدة في المغرب، مع موارد وفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وواصلت الكموري حديثها كون الشركات الباسكية والإسبانية تجذب بشكل عام الاستقرار المؤسسي والسياسي والاقتصادي الكلي والانفتاح الاقتصادي للمغرب، والموقعة على معاهدات التجارة الحرة التي تفتح الباب أمام أسواق يبلغ مجموعها نحو مليار مستهلك، كما أعربت عن رغبتها في رؤية تطور التعاون اللامركزي بين المغرب ودول الباسك للوصول إلى مستويات التعاون العالية في هذا المجال مع المناطق الإسبانية في الأندلس.