الصحراء لايف : يوسف زركان
في اطار حركة التعينات الجديدة التي أعلنتها وزارة شؤون الخارجية والتعاون الأسبوع الماضي، برزت عدة أسماء صحراوية تم اختيارها بعناية فائقة، وذلك بالنظر للتجربة الدبلوماسية المميزة التي راكمتها الأسماء المنتقاة للذود عن ثوابت الأمة المغربية وفي مقدمتها الوحدة الترابية، واختيار اسماء صحراوية للإضطلاع بهذه المهمة لم يأتي من فراغ وليس وليدة صدفة .
تعيينات تستمد مشروعيتها بأن أهل مكة أدرى بشعابها وان تواجد أسماء صحراوية بالسلك الدبلوماسي يضفي مصداقية على الخطاب الرسمي للدولة في اقتناع الساكنة بالإنتماء لهذا الوطن، الى جانب تدليل القرار على مدى اشراك الدولة للعنصر الصحراوي في التدبير و المسؤولية .
ولعل تعيين السيد احمد موسى في وقت سابق قنصلا بلاس بالماس وما تمخض عن ذلك من انجازات كان عاملا مشجعا ومحفزا، لإستمرار ذات النهج والذي أثمر مؤخرا تعيين عدة كفاءات صحراوية بسفارات وقنصليات بلادنا بالخارج، أخرها تعيين السيدة فتيحة الفموري الأستاذة الباحثة على رأس قنصلية المملكة ببيلباو، وهي قلاع سياسية محصنة لجبهة البوليساريو، ومن شأن هذه التعينات ان تثمر اختراقات دبلوماسية كبيرة بها، وتكسر هيمنة جبهة البوليساريو وخطابها السياسي بأنها الممثل الوحيد لساكنة الصحراء، خاصة بالنظر للكفاءة السياسية و التمرس الذي يتمتع به كل من السيد أحمد موسى و السيدة فتيحة الفموري .
في ذات السياق تم تعيين السيد سيدي أباه مستشارا أولا بالبرازيل في خطوة تروم محاصرة توغل البوليساريو بدول أمريكيا اللاتينية، والتي تعرف في السنوات الحالية نشاطات مكثفة لجبهة البوليساريو قصد استمالة موقف البرازيل بغية الإعتراف بها، وفي خطوة أخرى تروم تعزيز حضور المملكة بهياكل الإتحاد الإفريقي تم تعيين مولاي الزين مستشارا أولا بالقنصلية المغربية بالعاصمة الغانية وهو المعروف بمساره العلمي و الأكاديمي المميز .
ويبقى الجامع الناظم لهذه التعينات واختيار أسماء محددة وبعينها هو كسر خطاب الجبهة وبأسماء صحراوية تنتمي لمنطقة النزاع، وتمثل قناعات لاتغرد في سرب الجبهة بقدر ما تثبت أنها ليست لسان الصحراويين الوحيد، وان الصحراويين مقتنعين بوحدة البلاد وان الأقاليم جزء لا يتجزأ منها .