|
|
|
المهندس عبد الرحيم كجيج يكتب : التغيير سكة الامان..لمواصلة النجاح و بناء حزب قوي
أضيف في 23 غشت 2017 الساعة 29 : 21
الصحراء لايف : بقلم المهندس عبد الرحيم اكجيج
كلفنا التطرق للتغيير الكثير من المداد، وحتى إن كان إفتراضي و في عالم إفتراضي لكنه يشخص واقع لا محال.. فالعالم الإفتراضي أسقط أنظمة ديكتاتورية و قدم للشعب المغربي دستورا يكسوه الطموح و الحلم الشبابي.. كما العالم الإفتراضي تجاوز كل الحدود و بعثر أوراق أحزاب و رسم خريطة سياسية شبه معقدة لمشهد سياسي جد متقلب ما يعكس تبخر الحلم و الطموح و يجعل من الإفتراض واقع لا محال.
بين الإفتراض و الواقع تكمن حقيقة يسعى البعض لنسبها لنفسه بينما أخرون يعتبرونها جزئيات لا تستحق أدنى المجهود.. و أخرون مدركون قيمة الحقيقة التي تستحق النقاش و مصارحة الذات، لأن أبناء الحزب الحقيقيون هم من تعرضوا للإقصاء الممنهج نتيجة لتكوينهم و مستواهم الفكري الراقي.. لإنهم لم و لن يرضخوا للتحكم الداخلي الذي مس كل هياكل الحزب و النتيجة مجلس وطني تطغى فيه السلفيات و التصفيق على النقاش و الحسم في القضايا الكبرى..
ضمير الأمة إسم على مسمى.. منذ الإستقلال الشكلي سعى الحزب جاهدا لبناء مغرب متكامل و قوي في شتى القطاعات التعليم، الصحة، الفلاحة، القضاء و التشغيل.. ضمير الأمة قضى أزيد من نصف القرن من عمره و هو يعارض سياسة التحكم الحقيقي بل مناضلوه الأقحاح رفضوا الإستوزار و جل الإغراءات دفاعا عن الحزب و مبادئه، هذا ما جعل من الميزان ضمير الأمة بمواقفه المنقوشة بحروف من ذهب في التاريخ السياسي المغربي الذي مر عبر أربعة مراحل.
غدا.. الحزب مقبل على مخاض عسير، مخاض إشتد وطيسه منذ شهور حين عبر بعض المناضلين عن إمتعاضهم من سوء التدبير، وهو الشيئ الذي يعتبر مباح في قاموس الحزب من زاوية النقد الذاتي.. لكن أن نستبق الأحداث و نلقي بسهام النقد و نجعل من فلان مفكر و أخر متدرج في الحزب، هنا يجب أن نعترف بإنسلاخ بضع مناضلين لمبادئ الحزب و أخلاقياته.. فالحزب بيت للجميع و أب لكل الأحزاب، فهو بارومتر المشهد السياسي و مرجع لكل الأحزاب السياسية لأنه حسم موقفه من قضايا كبرى و كان صريحا في موقفه، ليحمل كل جيل لواء المسؤولية سعيا منه لتحقيق الوحدة التي تعتبر طريقا نحو التعادلية.
الإنتماء العلني لأحد الخطوط هو أشرف من الصمت و الإختباء في إنتظار ميول الكفة لأحد الأطراف.. و هذا ما أنتج اليوم أشباه المناضلين لا يختلفون عن طمع المنشار في الخشب، لكل خطوة جزاء و في كل جزاء منفعة، لننتقل من حزب الجميع لحزب الأفراد و هو ما نتج عنه تحكم داخلي دمر الحزب و زعزع قاعدته من المتعاطفين و النتيجة تكاسل و خذلان في المردودية اللهم إلا سوس و الصحراء، و هو ما سيفتح الباب لأحزاب أنشئت بالأمس بل فتحت لها، ليس لأنها وليدة المخزن.. بل لأن النقاش على التزكية، الإستوزار، الدواوين و السباق على اللوائح الوطنية أصبح الشغل الشاغل لأحفاد علال بدل الدفاع عن القضايا المحورية التي جعلت من الإستقلال ضميرالأمة.
فاليوم جموع المناضلين يريدون نقاشا سياسيا و ديبلوماسيا، يريدون حزبا قوي بكل مكوناته و مناضليه، حزبا يجعل من قضايا الوطن همه الوحيد.. حزبا مليئ بالأمل الذي يعتبر مصدر لبعث الإستقرار و الطمأنينة في نفوس الجميع.. حزبا قوي بمواقفه و تصوراته لتقوية المشهد السياسي الذي يعاني من العبثية منذ الربيع.. حزبا يضحي فيه الجميع من أجل الجميع لحماية الوطن أولا و صون أسوار الحزب من كل المتربصين..
فأملنا و حلمنا لن يحققه إلا مسار التغيير.. مع إحترامنا لكل الأطراف، فبفضل التغيير و عن طريق العالم الإفتراضي خلقنا نقاش صحي يحمل في طياته رسائل مشفرة.. أولا حزب الإستقلال بخير و على خير.. ثانيا، سلسلة الإنتقال الفكري بين أجيال الحزب في أمان الله وحفظه.. ثالثا، حزب الإستقلال مدرسة تخرج منها أصحاب القرار بهذا الوطن الكريم ولازالت تنتج خيرة الأطر... و رابعا التغيير سكة الأمان لمواصلة النجاح.
الله المعين.
|
|
|
|
|
|