الصحراء لايف : ذ. عزيزة عكيدة وزيرة الثقافة
في حكومة الشباب الموازية للشؤون الصحراوية
حينما يغيب ثابت الحياد في الخبر الإعلامي يصير الخطاب شعبويا متحاملا, ينبض كراهية تحيزا للعداء وتحريضا للعنصرية... مسوغ هذا الكلام حقيقة موضوعية, صرنا نتلمس حضورها يوما بعد يوم في وسائل الإعلام المسموعة (راديو اتلونتيك نموذجا) والبصرية (القناة الثانية 2M) والمقروءة (الصحف الورقية والإلكترونية)إلخ..., إذ صار التعاطي مع الأحداث والوقائع في تلك النشرات فعلا محكوما بخلفيات التجني على الصحراوين ورميهم بأمقت الأوصاف, فهم مرتزقة وانفصاليون، وقتلة ومجرمون، وسكرة ومشاغبون وهلم جرا... وإعلام كهذا يسوق لهذا النوع من الإتهامات التي تستبق نتائج التحقيق هو في الحقيقة، متحامل، غير مهني، وليس جدير بالإحترام،ولا يمتلك من اسباب المواطنة واحترام التعايش والحفاظ على الإستقرار أي شيء,، بقدر ما يذكي نار الفتنة ولهيب الحمية....وفي الوقت الذي كان يتطلع فيه المشاهد- على اختلاف أصوله_ ومواقعه الجغرافية, وهوياته الثقافية وانتمائاته السياسية, إلى المعرفة بما جرى؟ وكيف والأسباب والدواعي وتفاصيل وأراء الأطراف إزاء الحادث نجده في الإستهلال يدين ويستنكر موجها اتهامه إلى الصحراوين باعتبارهم انفصالين ومرتزقة وعملاء إلخ..., فيبحث إلى ما يزكي هذا الكلام الزعم المشوش من أراء وشهادات الطرف الواحد, لا الطرفين مما يجعل الخبر , لا خبر بل "صك اتهام" مؤكد يخدم جهة ما ضد جهة أخرى مغيبة أصلا ومتهجم عليها دوما وأبدا. فلماذا هذا التحامل؟ هل هو صنيع جهاز أم تصريف مرتجل لوجهت نظر عنصرية تتخد من مناصب بعض الصحفيين قناة وواجهة لتصريفها؟!. أسوق هذه الملاحظات على متابعتي لبعض الأقلام الصحفية الغير مهنية في هذا الإتجاه وأيضا لمواكبة لبعض النشرات التلفزية التي يبدوا أنها اختارت التغريد في اتجاه لا يخدم الصحافة ولا انتظارات الوطن ولا الحفاظ على تماسك لحمة أبناءه على اختلاف جهاته, فالعنف في الجامعة شأنه شأن العنف في الملاعب لا إنتماء له ولا موطن استقراء له, وبالتالي لا يمكن الجزم بأن العنف من طبيعة أبناء الجنوب, فمآسي العنف, في الجامعات قبل لحاق الصحراويين بها كان بليغا وفصائليا شهدته نقابة طلاب المغرب(اوطم) فأودى بحلات عديدة لازالت إلى اليوم تخلد ذكراها تلك الفصائل ولم يكن للصحراوين دخل؟ كما أن العنف المتزايد الذي تشهده الملاعب الرياضية بين أنصار بعض النوادي المشهورة قد كان محموم الوطيس وبالغ الأضرار المادية والبشرية ولم يكن أيضا للصحراويين أيضا علاقة, ورغم ذلك كانت الصحافة تتعاطى مع هذه الوقائع بنوع من البرودة دون أن تكل الإتهام فيها لجهة عرقية أو جغرافية أو إقليمية ومن ثم يتساءل المتتبعون لما هذا الشدود مع هذا الحذث الأخير الذي أودى بحياة ناشط أمازيغي رحمه الله معطل منذ 2013, تاريخ مغادرته للجامعة, لكنه سقط في الحرم الجامعي- الذي لم يعد فعليا منتسبا إليه- فما هي ظروف التلبس في مواجاهات كانت بين الطلاب فحسب وإن كنا نرفضها جملة وتفصيلا, ولما حاولت القناة الثانية, هذا الناشط باعتباره-مدافعا قويا عن مغربية الصحراء_على حد تعبيرها, هل هذا يعني أن الصحراويون خونة وانفصاليون وأن هذا الفصيل أو غيره هم من ينتصبون للدفاع عن هذه القضية, والتي لم تكن يوما من أولويات نقاشاتهم أو في أروقة أنشطتهم في الساحات الجامعية أو خارجها, إني من خلال الغيرة على الوطن ووحدة تماسك ابناءه والتعايش الذي من المفترض أن يتعزز رص صفوفه بالخطاب الإعلامي والتدابير الإجرائية المعقلنة بعيدا عن المقاربات الأمنية التي خلقت بفعل المداهمات والمطرادات رعبا مجلجا, نخشى أن يساهم في الشرخ والتباعد . فوطننا الحبيب وأبناءه يتطلعون إلى الأمن والسلم والإحترام والتعايش والعيش تحت سقف واحد.