الصحراء لايف : بقلم الدكتور محمود عياش
بات من المؤكد أن معتقلي اكديم ايزيك سيعرضون اليوم على محكمة مدنية، و ذلك بعد أن دخلت قضيتهم سنتها السادسة دون الحسم فيها، و الذي يبقى مؤجلا إلى إشعار آخر.
الرأي العام في الصحراء يتابع هذه القضية بإهتمام بالغ، و ينتظر بفارغ الصبر انتهاء فصول هذه التراجيديا الإنسانية، و التي حفرت اخاديدا سود من الأسى و الحزن في نفوس الكثيرين، و ذلك بعد تفكيك المخيم ، هذا التفكيك ترك جراحا لم تندمل بعد.
الصحافة ستجد في هذه القضية مطية طيعة لتحقيق اكبر نسبة متابعة، مستعملة جميع وسائل الإثارة والتجيش و التعبئة و مستغلة حالة الإحتقان
و التوتر الموجودة بين عائلات الضحايا و المعتقلين .
جبهة البوليساريو لن تفوت الفرصة لتسجيل نقاط على حساب المعرب في ملف حقوق الإنسان، و ستعمل جاهدة على تعبئة الهيئات الدولية المناصرة لها للضغط على المغرب و إحراجه، فبعد توقف الحرب تجد الجبهة في ملفي الثروات الطبيعية و حقوق الإنسان ضالتها المنشودة قصد نوجيه ضربات موجعة للمغرب، رغم أن بعض أنصار الجبهة عاب عليها بقائها في مانهاست أثناء تفكيك مخيم اكديم ايزيك ، و لم تنسحب من المفاوضات الجارية انذاك مع المغرب و بإشراف أممي، و ذلك كنوع من الإحتجاج على الطريقة التي تم بها فض معتصم اكديم ايزيك، و بالتالي يرون ان تحرك البوليساريو يدخل في خانة التوظيف السياسي لملف حقوقي،بغية تحقيق مكاسب على حساب المغرب، و ستظهر اطوار المحاكمة كيفية تعاطي الجبهة مع الملف و مدى الدعم الذي ستقدمه للمعتقليين مادامت تصرح بانها تتبنى قضيتهم.
المغرب عندما اقدم على إحالة القضية على محكمة مدنية، فإنه يكون بذلك قد صحح وضعا كان مختلا، و بالتالي خطا خطوة إيجابية في مسار معالجة هذا الموضوع الشائك.
و اذا تمكن المغرب من توفير ضمانات لمحاكمة عادلة، من خلال تمكين المعتقلين من كافة حقوقهم المكفولة قانونيا و إنسانيا و ذلك وفق المواثيق و العهود و القوانين الدولية، و توفير قضاء مستقل و نزيه و متحرر من الضغوطات و الإملاءات، و إتاحة الفرصة أمام الدفاع لممارسة مهامه بأريحية، و تحييد المحاكمة عن تأثيرات الرأي العام و الإعلام ضمانا لعدالتها. فإنه سيؤسس لتجربة فريدة في التعاطي مع قضية يتقاطع فيها القانوني و الحقوقي والسياسي و الإنساني و الإعلامي، فهي قضية رأي عام بإمتياز أجتمع فيها مالم يجتمع في غيرها من القضايا المعروضة على المحاكم المغربية.
وفي نهاية المطاف يبقى المعتقلون و عائلاتهم مشرئبون إلى فرج قريب ينهي معاناتهم.