الصحراء لايف : بقلم محمد موسى
لا زالت القناة الثانية المغربية تحصد المزيد من السخط والغضب لدى شريحة كبيرة من المواطنين، نظرا لرداءة الخدمات التي تقدمها باعتبارها قناة عمومية، فبعل الفضائح المتتالية التي عرفتها القناة على مر سنين على غرار فضيحة نقل احتفالات موازين الأخيرة على الهواء مباشرة، راكمت قناة 2M رصيدا وافرا من الانتقادات جعل منها موضع سخرية للكثيرين حتى أصبح يحلو لبعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تسميتها بقناة "الصرف الصحي".
ولم يمر الشهر الأول من العام الجديد دون أن تسجل القناة " المحترمة " هكذا مواقف، فقبل أقل من أسبوع تابع الشارع المغرب من العاصمة الرباط طرد طاقم القناة ومنعه من تغطية المسيرة الوطنية التي نظمها " أساتذة الغذ" في إطار احتجاجاتهم ضد المرسومين الصادرين أخيرا، ثم بعدها تابعنا موقفا آخر لا يقل سخرية من مدينة الناظور حين كانت القناة تحاول تغطية حدث الزلزال الذي ضرب منطقة الريف، حيث قام أحد الشبان بسب القناة أثناء البث المباشر... وهلم جرى.
وفي ظل هاته الفجوة العميقة التي لا زالت في ازدياد مستمر، ولأن القناة المحترمة ليس لديها ما تقدمه من أجل تغيير هاته الصورة القاتمة، كان لا بد من استغلال أي حدث لذر الرماد في العيون وغض بصر المواطن الذي ضاق ذرعا من الترهات التي تقدما الثانية ولو مؤقتا، خرجت علينا قناتنا بتقرير تحريضي محض، مستغلة مقتل طالب بالموقع الجامعي مراكش رحمة الله عليه، في محاولة يائسة لتغيير مسار القضية التي يعرف القاصي والداني حيثياتها، فلطالما سمعنا بتلك المناوشات التي تقع بين الفينة والأخرى بين الطلبة على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، والتي لطالما أوقعت جرحى وقتلى في صفوف الأبرياء.
لكن القناة اختارت هذا الموضوع بالتحديد لتبث سموما من نوع آخر طمعا في كسب ود بعض المواطنين، في تحد صارخ لميثاق الصحافة والإعلام، وهو ما من شأنه نشر التفرقة داخل المجتمع المغربي، حيث اعتبرت أن السبب وراء مقتل الضحية هو دفاعه عن "مغربية الصحراء"، وهذه مغالطة خطيرة يجب على الكل رفضها ثم منعها نظرا لخطورة مآلها.
لقد اعتدنا على هكذا مواقف من قناتنا الجميلة الرائعة التي لطالما نورتنا بمفاجئاتها الجمة، لكن الغير معتاد هنا هو ذلك الخطاب التحريضي الخطير الذي يمس في العمق وحدة الكيان المجتمعي وهو ما يخالف الدستور وأخلاقيات كل المهن خاصة مهنة الإعلام التي تقوم على مبدأ أساسي ومهم لعله نشر ثقافة الوعي داخل المجتمع.
نقلا عن الصحراء زووم