الصحراء لايف : بقلم محمود إعيش
في سياق التطورات التي تعرفها قضيتنا الوطنية المتمثلة في المقعد الشاغر داخل الوحدة الإفريقية و ردة الفعل العكسية بالانسحاب من حضور فعاليات القمة الإفريقية العربية ومشاركة جبهة البوليساريو كعضو في القمة بدولة غينيا الإستوائية و تضامن دول الخليج مع الدولة المغربية بنفس الموقف و ما يترتب عن حضور الجبهة آنيا و مستقبليا مما يلزم على إيجاد مخرجات و حلول أكثر فعالية و ديناميكية فكلما كانت المواقف ثابتة لصالح القضية نجد مدى قوة العلاقات الجيوستراتيجية إقتصادية تجارية ثقافية ....
فالوضع الدولة أصبح له وازع ثابت هو تبادل المصالح لبناء علاقات دولية أكثر نجاعة ، فالقضية لم يعد تداولها إقليميا أو إفريقيا ، بل أمميا مما يلزم صانعي قرار الدولة المغربية إتباع مسارين لا ثالث لهما مسار دولي و داخلي متوازيان ، فالدولي يدفع إلى تبني دبلوماسية متيقضة و مرنة ، رؤيتها الحصيلة المكتسبة أو المصلحة التي يرجى منها لنصرة الوحدة الوطنية ، أما الداخلي فالأولوية للفرد والمجال مما يعني تحصين الجبهة الداخلية بالمواطنة الحقة ، الثقافية و الديمقراطية و العدالة الإجتماعية و تفعيل جهوية أكثر قبولا داخليا وخارجيا تعد مجمل الصحراويين بملامسة قضاياهم و شؤونهم اليومية ، وتمحورهم داخل دواليب الإهتمامات السياسية و الإقتصادية في التدبير و التنمية و إعداد الأفراد لحياة إجتماعية و إشاعة الحريات و القبول بأصوات الرافضة والشاذة للوحدة داخل وحدة الوطن و اتخاذ جملة من التدابير و الإجراءات التحفيزية و تفعيلها يعطي دفعة جديدة بتثبيت دعامة سياسية ورؤية متجدرة للإنفتاح على الآخر و إنسجاما مع روح دستور 2011 و نهج نوع من التفعيل التشاركي بين مجمل مكونات الأفراد .
- تسوية الملفات الحقوقية لبناء مصالحة و طنية تقضي قطيعة تاريخية مع ملفات الماضي .
- تحصين التوازنات القبلية و تشمل جميع الحساسيات بعيدا عن إذكاء أي فكر إنقسامي .
- عادة النظر في مجمل المقاربات السابقة التي أظهرت فشلها و عدم قدرتها في تدبير الملف ، حالة المجلس الملكي الإستشاري لشؤون الصحراء ، إعتماد آليات للديمقراطية و الإنتخاب بدل التعيين أو المزج بين الخيارين .
- الإستجابة المرنة لمطالب الشباب الصحراوي بإحداث نواة جامعية كباقي جهات المملكة .
- خلق إعانات إجتماعية لفائدة الفئات المعوزة والهشة
- وإحداث فضاء للنخبة المثقفة الصحراوية يوازي المعهد الملكي الأمازيغي .
- تشجيع التنسيقيات و الجمعيات تحت جميع المسميات الشبابية الصحراوية في التعريف بالقضية الوطنية داخليا وخارجيا .
أما تدبير المجال فله ما له وعليه ما عليه ، إذ يعتبر من أعصى القضايا حلها بين مجمل قبائل الصحراء التي عاشت في ظل تطاحن و حروب وتجاذب و زعامات قبلية كان الإستعمار الإسباني و الفرنسي يشعلها ، إذ كانت أولويات القبائل رعوية مما جعل العمران لم يكن له أي قيمة إضافية إلا بعد إستثباب الأمن و الإستقرار ، إلا أن إستغلال الأرض بقي محدودا لتعقيدات جمة منها الإدارية و إعتراضات نخبوية و منها كذلك ضبط الدولة للمجال و على عدم إثارته مما جعل هذا الأمر يعد أحد معيقات التنمية الشاملة ، و اختزال مدينتين من مجل المدن الصحراوية ومن المساحة ككل إذ يعد حيفا غير مفهوم البتة .
مجمل هذه الإشكالات تدل في ظل إنخراط فعاليات و الأطر الصحراوية كشريك أساسي لا يمكن الإستغناء عنه في الإسهام في تخليق الحياة السياسية العامة يدخل ضمن التعبئة حول أهداف القضية الوطنية و الرؤية التشاركية المنسجمة مع التطلعات الآنية و المستقبلية و بذلك تكون جهة الصحراء منهج رؤية تقدمية تدفع إلى مسارات تلامس أولويات المجتمع في التنمية لرفع شروط الحياة المجتمعية برمتها تجعل من الفرد الصحراوي محورا أساسي في أي إقلاع تنموي و سياسي و استراتيجي و نقلة نوعية تحمي المكتسبات و التوازنات التي سوف تفضي إلى السلام و التعايش الدائم مع مكونات المجتمع المغربي .