الصحراء لايف : بقلم الخليل أحمدو
لم يبقى يفصلنا عن الموعد المنتظر وهو السابع من اكتوبر سوى أيام قليلة معدودة ، موعد الحديث فيه للصناديق فقط ، ستفرز فيه الثناء للبعض وفرصة لعقاب البعض الأخر ، ذاك يوم المواطن بإمتياز سيكون فيه الفيصل و المُخَير حتماً عندها يمارس حقه في الحرية من خلال اختياره المرشح الأنسب من بين سواه ، وفي ذلك يصبو المواطن حاجات ومطالب شتى ، فللمعطل حقوق و للموظف مطالب وللمهمش حق يرجوه .
على امتداد السنوات الماضية القريب منها أو البعيد وجد المواطن الصحراوي بمدينة العيون نفسه على احتكاك دائم ومستمر بالحزب العريق حزب الاستقلال وكان في كل مناسبة انتخابية يجدد دعمه الكامل لهذا الحزب القوي ، والذي استمد قوته من منسقه الجهوي مولاي حمدي ولد الرشيد ، الظاهرة الفريدة في تاريخ الصحراء ، الكاريزما القيادية والفذة والتي بصمت بحضورها بامتياز على المشهد السياسي الصحراوي لسنوات طويلة .
كان انضمام مولاي حمدي ولد الرشيد لحزب الإستقلال علامة فارقة ومنعطف تاريخي ، بعد أن حوله من حزب مغمور بالمنطقة ومتوسط الحجم وشبه غائب عن الخريطة الإنتخابية في الصحراء ، إلى أهم لاعب سياسي فيها وأكثرها نشاطاً بالمنطقة ، حيث تولى الرشيد زمام أمور الحزب و دفة قيادته وانتشله كمن ينتشل الغريق من وسط الأمواج العاتية . لتبدأ مرحلة التأطير وإدماج الشباب داخل كوادر الحزب وتدرجهم في مؤسسات الحزب ، لتتوالى السنين وتبدأ المجهودات في إعطاء آكلها ، وأصبح حزب الإستقلال في المنطقة من أقوى وأعتى الأحزاب واصبح لكوادره مكان في مقدمة الهياكل الحزبية ، وأحتل شبابه المراكز الأولى في مقدمة اللوائح الوطنية ، وأمكن لصفوته المحلية أن تعتلي وتتبوأ مناصب وزارية ، هذا الأخير الذي كان بالأمس القريب شبه مستحيل.
حمدي ولد الرشيد الظاهرة أو كما يطلق عليه " أيقونة" الصحراء ، استطاع بموهبته وبفضل تركيبة شخصيته وعفويته اللافتة ونهجه المتمثل في القرب اليومي بالمواطن مما أثار إعجاب الجميع ورفع من نِسَبِ شعبيته وانتشار صيته . لقد جعل من الجماعة الحضرية للعيون بلدية للشعب فصار اسمه على كل لسان ، فقد تغيْر معه مفهوم اختصاصات البلدية فبعد أن ارتبطت الجماعة بالشأن المحلي كالنظافة و التطهير و البيئة و مراقبة العمران ،انفتحت البلدية مع ولد الرشيد على الساكنة فصار بإمكانها التفاعل مع مشاكل وهموم شباب المنطقة والبحث عن حلول بديلة للحد من شبح البطالة بالمنطقة وتقديم الدعم لجمعيات المجتمع المدني خصوصا منها المتعلق بصحة المواطنين وتعليمهم .
عادةً ما ترتبط الظاهرة في مفهومها بما هو استثناء و فريد ، وقد تجلى لنا ذلك بوضوح في شخص الرشيد ، حتى اعترف له معارضيه وخصومه بذلك بقصد أو بغير قصد عندما اطلقو العنان لانتقاداتهم في مناسبة أو بدون مناسبة ولأسباب عدة حاضرة وعميقة في خوالج أصحابها تأبى ألسنتهم عن ردها أو كبحها ، رغم أن الرجل دافع ولا يزال عن هموم و مشاكل الساكنة المؤيدة له أو المعارضة ، ولعل لوائحه الإنتخابية خير برهان على ذلك فعادة ما كانت فسيفساء فريدة من نوعها ، لقد كان ولا يزال يصر وبشهادة المقربين منه على استحضار التنوع في جميع الأنشطة المتعلقة بالجماعة ،وأكد ولا يزال أن الحزب للجميع بدون استثناء .
أنا لست هنا بصدد التبجيل أو التعظيم أو خلط مساحيق التجميل قصد التلميع ، وإنما أصف الواقع كما هو دون تحريف أو تغليط ، وإني لأدعو من ينتقد ولد الرشيد ان يأتينا بصدق الدليل ، فشتان بين النقد المبني على الموضوع في مضمونه بغية التصويب والتصحيح من أجل المصلحة العامة وبين الانتقاد المبني على التصيد المقصود والهادف للتبخيس .